السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام

عندما يكون الحديث عن سيدة جدها أمير المؤمنين عليه السلام وسيد الوصيين وجدتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام تظهر الكلمات محمرة الوجنات حياء، وتتمنع السطور عن وصفها عياء، فلا قلم يكتب ولا ورق يسع، ولا خيال يصف سيدةً، أبوها سيد الشهداء عليه السلام، وعمها الزكي المجتبى، وعماتها عقيلة الطالبين زينب الكبرى عليها السلام، وأم كلثوم ربيبة العلويين، نمت في حجر الرباب بنت امرئ القيس وعاشت مع أخويها الإمام زين العابدين عليه السلام وعلي شهيد كربلاء شبيه خلق الإمام الحسين عليه السلام وصفاته وشمائله ومبادئه وشيمه، فكانت زهرة البنات العلويات، وشريكة اللبوات الحسينيات فاطمة ورقية في عطر النبوة وبلاغة الإمامة وجمال الروح وعفاف النفس وسمو الأخلاق، فقضت ردحاً من الزمن في المصائب صابرة، وعلى الطغاة ثائرة لا تأخذها في الله لومة لائم إلى ان ودعت الحياة عن عمر يناهز الخامسة والسبعين تائقة إلى لقاء ربها ومشتاقة إلى المكث مع أهلها في جنانه ورضوانه.