responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 11
شبه الجزيرة العربية القاحلة الجرداء من الزرع والنبات والتي لا قوام لها إلا بالتجارة لأهل الحضر ورعي الإبل والأغنام لأهل البادية مما يفرز مجتمعاً تسوده الطبقية وتتكتل فيه فئات غنية وأخرى فقيرة, وهذا بدوره يؤدي إلى غزو بعضهم بعضاً، وما أن تنتهي الغزوة حتى تصاب القبيلة ببلاء أسر النساء وجعلهن من الغنائم التي تربحها القبيلة الغازية فلهذا السبب اتجهت القبائل إلى التخلص من البنات من خلال وأدهن صغاراً, ولقد نقل لنا القرآن الكريم الواقع المعاش في الجزيرة العربية حينذاك كما في قوله تعالى:

((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ))([6]).

فلا ينظر الرجل منهم إلى الأنثى على أنها من نِعَم الله تعالى التي تستحق الشكر والرعايةٌ بل ينظر إليها على أنّها بلاءٌ أصيب به فيتربد وجهه ويمتلئ غضباً, وأما صورة قتل الأولاد خشية الفقر والفاقة فتشير هذه الآية:

((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ))([7]).

بصراحة إلى الصورة القاتمة التي كان يعيشها العرب ألا وهي قتل الأولاد والبنات خشية الفقر والعوز, وتبين لنا ما كان عليه العرب في شبه الجزيرة العربية من جهل وتخلف، وهذه الجريمة النكراء تتكرر باستمرار نتيجة غياب الرادع الديني وعدم إيمان العرب برحمة الله تعالى وعطاياه, وهذا بدوره يؤدي إلى عدم الشعور بالاطمئنان ويؤدي إلى العيش بهلع من الفقر وآثاره السلبية، ولو وقفنا على منطوق الآية السابقة لظهر لنا مفهوم رائع وهو أن الإيمان بالله تعالى وبرحمته وكرمه هو من دواعي استقرار النفس والاطمئنان على ضمان الرزق من قبل الرزاق ذي القوة المتين.

ومما تتصدع له النفس السوية هو ما يذكر عن نساء العرب


[5] كتاب المرأة المعاصرة: ص 26.

[6] سورة النحل، الآية: 58.

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست