ولها موقف تتجلى فيه الشجاعة والحكمة أكثر مما سبق مع شمر بن ذي الجوشن حيث يقول الشيخ المفيد: «ثم دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يديه فرأى هيأة قبيحة فقال: قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا، فقالت فاطمة بنت الحسين ولما جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر فقال: يا أمير المؤمنين هب لي الجارية يعنيني وكنت جارية وضيئة فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون([140]).

وأما ما يرتبط بتعريفها الركب الحسيني لمن يجهل أو يتجاهل فهناك أكثر من موقف يشير إلى ذلك كموقفها مع أهل الكوفة المذكور آنفاً، ولكي تشكر المخلوق ــ اذ إن شكره شكر للخالق ــ نراها تثني بالقول أو بالفعل على كل من استنكر هذه الجريمة التي لحقت بآل البيت عليهم السلام أو من ساهم في تخفيف هذه المصيبة، وما بينه التاريخ لشاهد على قولنا هذا فلقد ورد أن الركب الحسيني عند ذهابه إلى الشام مر بمنازل كثيرة في طريقه كتكريت ــ الموصل ــ حرّان ــ دعوات ــ فنسرين ــ سيبور ــ حمص ــ بعلبك ــ قصر بني مقاتل ــ وكان أغلب أهل هذه المنازل أسهموا في أذى أهل البيت عليهم السلام حيث انهم من أتباع يزيد (لعنه الله) وهناك منازل أخرى لا بأس بذكرها كان أهلها من محبي أهل البيت عليهم السلام في حينها كالموصل وسيبور وفنسرين

[138] الشمس الطالعة: ج 2، ص 162، 163.

[139] الشمس الطالعة: ج 2، ص 169.