نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 99
ويصور يعقوب جعفر الحلي
حزن عدد من الأنبياء على الإمام الحسين (عليه السلام)، لإضفاء الشرعية على حزنه،
فيقول([213]):
(من الوافر)
وموسى راح وهو به كليمٌ
وفيه أسىً بكى عيسى المسيحُ
وأكرم أنبياء الله طه
وأشرفهم غدا فيه ينوح ُ
ألا تهوي السماء وذا حسين
على الغبراء منعفر طريحُ
فالشاعر في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) لا يكتفي بالحزن، بل يحاول أن
يسجل أسبابه، وقد يتعدى الأمر إلى المطالبة،والحث على الحزن، يقول محسن أبو الحب([214]): (من
البسيط)
فرضٌ علينا ثياب الحزن نلبسها
على الحسين بن طه سيد الرسلِ
ونذرف الدمع حزنا لأبن فاطمةٍ
من القلوب دماءً لا من المقلِ
فقد حاول هؤلاء الشعراء أن يكون حزنهم على الإمام الحسين (عليه السلام)
منسجما مع حزن الأنبياء والوجود على سيد الشهداء أنه جزء من الحزن العظيم الذي
لا يكون إلا من نصيب الرجل العظيم، ولو كان البكاء عيباً لنزه الله الأنبياء عن البكاء ([215]).
إن هذه النصوص الحزينة تكشف عن الواقع اللامرئي المتمثل بخبايا النفس