نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 77
الملائكة والناس والموجودات إثر مقتل الحسين([158])،
فضلاً عمّا روي من احتفاء الملائكة بمولده الطاهر في إشارة إلى هول الفاجعة.
أما المحور الثاني الذي أكدته المراثي الحسينيَّة في هذه
الحقبة، فكان يتعلَّق بشخصية السيدة زينب بنت علي (عليهما السلام)، فقد كانت جزءاً
مهماً من مأساة كربلاء، ويجد القارئ لتلك المراثي أنَّ الشعراء رسموا لهذه السيدة
الكريمة صورتين، الأولى: صورة المرأة المفجوعة الباكية على أخيها، وأهل بيتها([159])،
والأخرى: صورة المرأة القويَّة التي تحمَّلت أعباء المسؤولية بعدما حلَّ بأهلها([160]).
وقد تتعاضد الصورتان، وتجتمعان في المرثية الواحدة لخلق حالة من الحزن (الهادف)،
الذي تجلى في شخصية زينب (عليها السلام)، يقول أحمد بن درويش([161])
على لسان زينب مخاطبة جدها الرسول الكريم (ص): (من الكامل)
يا جدَّنا هذا حسينك بالعرا
فوق الصعيد عليه تسفى الزوبعُ
فقد تضمَّن قول الشاعر (يا جدنا)، و (هذا حسينك) دلالة عميقة تشير إلى
فجيعة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)