نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 72
ذلك إيماءة من الشاعر إلى غدر معاوية
في صفين، واصلاً بين ذلك الفعل الشنيع، وصورته، وهو يراه معلقاً في قعر جهنم جزاءً
لما ارتكبه.
ومثلما لم يكن الاتجاه التقليدي تقليدياً محضاً، فإنَّ الاتجاه التجديدي قد
شابته أحياناً ملامح التقليد، يقول الجواهري([142]):
(من المتقارب)
فداءُ لمثواك من مضجعِ
تنوَّر بالأبلج الأروعِ
بأعبق من نفحات الجنا
ن روحاً ومن مسكها أضوعِ
ورعياً ليومك يوم الطفوف
وسقياً لأرضك من مصرعِ
فعلى الرغم من الصورة الجديدة التي جاء بها الجواهري في هذه المرثية، ظلَّ
متأثراً بصور القدماء، فالدعاء بالسقي والرعي ما زال ماثلاً ([143])،
وكان من عادة القدماء الدعاء بهما، لقلَّة موارد الماء في جزيرة العرب، يقول ذو
الرمة([144]):
(من الطويل)