نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 71
إليه الشاعر، ثمَّ إنَّه على وعي بما فعلته السياسة لقرون
طويلة، فيتولد عنده الشك لذلك، لكنه ليس شك المرتاب، بل هو الشك الموصل إلى
الحقيقة، وحينما ثبت لديه الدليل المتمثل بالمبدأ الحسيني الذي روي بدماء الشهيد،
آمن الشاعر إيمان مخلص، لا إيمان أغراض ومطامع.
وإذا كانت مراثي الاتجاه التقليدي يغلب عليها الطابع الحماسي، وتدعو إلى
أخذ الثأر، والتحريض المستمر، واستنهاض الإمام المهدي (عليه السلام)، فإنَّ مراثي
هذا الاتجاه اتسمت بالهدوء، واللهجة المتزنة، ولنا في قصيدة السياب (خطاب إلى يزيد)
مثال على ما تقدَّم، يقول فيها([141]):
(من الكامل)
مثَّلت غدرك فاقشعرَّ لهولهِ
قلبي وثارَ وزلزلت أعضائي
واستقطرت عَيْني الدموعَ ورنَّقت
فيها بقايا دمعة خرساءِ
يطفو ويرسب في خيالي دونها
ظلّ أدق من الجناح النائي
حيران في قعر الجحيم معلق
ما بين ألسنة اللظى الحمراءِ
أبصرت ظلَّك يا يزيد يرجُّه
موج اللهيبِ وعاصف الأنواءِ
رأس تكلَّل بالخنا واعتاض عن
ذاك النضار بحيَّة رقطاءِ
ويدان موثقتان بالسوط الذي
قد كان يعبث أمس بالأحياءِ
فالشاعر يوجه اللوم إلى يزيد، مشيراً إلى صفة الغدر في البيت الأول، وربما
كان