نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 70
كربلاء، قد
صار نغماً يحلو للشاعر ترديده، لأنه يرى في وقفة الحسين صفحة من صفحات العروبة
المشرقة، التي لا تزال باقية.
وقد يصل الشاعر بتأمله لواقع الثورة الحسينية إلى أبعاد ذاتية عميقة، تعبر
عن فلسفة الشاعر الوجدانية، وموقفه تجاه قضية الحسين، يقول محمد مهدي الجواهري([140]): (من
المتقارب)
تمثَّلتُ يومك في خاطري
وردَّدتُ صوتَك في مسمعيِ
ومحَّصت أمرك لم أرتهبْ
بنقل الرواةِ ولم أخدعِ
وقلت لعلَّ دويَّ السنينِ
بأصداءِ حادثِك المفجعِ
وما رتل المخلصون الدعا
ة من مرسلين ومن سجَّعِ
.......
إلى أن أقمت عليه الدليـ
ـل من مبدأ بدم مشبعِ
فأسلم طوعاً إليك القياد
وأعطاك إذعانة المهطعِ
فنوّرتَ ما أظلم من فكرتي
وقوَّمت ما اعوجَّ من أضلعي
وآمنتُ إيمان من لا يرى
سوى العقلِ في الشكِ من مرجعِ
بأنَّ الإباءَ ووحي السماءِ
وفيض النبوَّة من منبعِ
تجمع في جوهرٍ خالصٍ
تنزَّه عن عرضِ المطمعِ
فالجواهري يريد أن يكون إيمانه بقضية الإمام الحسين إيمان عقل، لا إيمان
عاطفة، فما يراه من ترتيل المخلصين ونواح النساء ليس كافياً لأن يكون دليلاً يركن