نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 29
قتيلٌ بجنب الطف من آل هاشمٍ
فيا لك لحماً ليس عنه مذبَّبُ
ومنعفر الخدين من آل هاشم
ألا حبذا ذاك الجبين المترَّب
قتيل كأنَّ الولّه العفر حوله
يطفن به شم العرانين ربربُ
ويتجلى في الأبيات المتقدمة صدق العاطفة، والتحسر بادٍ فيها، وهي سمات تكاد
تشترك فيها أغلب مراثي الإمام الحسين في هذه الحقبة – أي حقبة الدولة الأموية([46]) –
فإنَّ أغلبها صدر عن شعراء عرفوا بشدة ولائهم وتمسكهم بمنهج أهل البيت، من دون أن
تكون هناك دوافع مادية تدفعهم، فهذا الكميت يجيب الإمام الباقر (عليه السلام)
حينما أجازه على ما نظمه في أهل البيت قائلاً: والله ما أحببتكم للدنيا،
ولو أردت الدنيا لأتيت من هي في يديه، ولكني أحببتكم للآخرة([47])،
فعلاقة الشاعر بأهل البيت علاقة أخروية أكثر مما هي دنيوية([48]).
وكان أسلوب الشعراء يختلف باختلاف الباعث، فحين يحملون على الأمويين يكون
قوياً، وإذا جادلوا كان هادئاً([49])،
وكان هذا دأب الشعراء برغم قسوة السلطة، وملاحقتها لكل من تظن به الولاء لأهل البيت
والإخلاص لهم، ففي الوقت الذي كانت فيه