في إشارة إلى مبدأ الصدق الذي كان شعار الصادقين من حملة العقائد الصحيحة،
الذين نصروا الإمام في كربلاء، وقد عقد الشاعر صلة بين قوليه (دون الحسين)، و(قضوا
في الله نحبهم) لتأكيد أنَّ الإيمان بقضية الحسين (عليه السلام) بمنزلة المعادل
الموضوعي للإيمان بالله.
وقد يوظف الشاعر الفكرة القرآنية ليجعل من قوله أكثر جدَّة وأصالة، كما في
قول مصطفى جواد([516]):
(من الطويل)
فمذ قتلوه قطَّعوا حبلَ قوةٍ
مِنَ الدينِ فهو اليومُ شُبه الرمائمِ
إنَّ فكرة (حبل الدين أو حبل الله) وردت في القرآن كناية عن قدرة الله
وقوته، كما في قوله تعالى:
ووظف الشاعر هذه الفكرة للإشارة إلى منزلة الإمام (عليه السلام)، في
التفاتة فنية في قوله (قطعوا) التي ربما توحي إلى احتزاز الرأس الشريف للإمام،
فكان ذلك مما أتاحه جمال النص القرآني الذي يعتلي وحده فيغني، وينظر في
تساوقه مع الأغراض الدينية فيرتفع في التقدير ([517]).
[516]مجلة الغري ع6 لسنة 1945: 80، ومجلة
البيان (ع 11 - 14) لسنة 1947:50.