نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 221
وقد أكثر
الشعراء العراقيون من تضمين مراثيهم الحسينية لخطب وكلمات الإمام الحسين التي
قالها في المعركة، بشكل ربما يمكن ملاحظته بسهولة في تلك المراثي([518])،
ويمكن أن تفسر هذه الظاهرة بأنها نوع من المحاججة المستندة إلى الأدلة التي ساقها
الإمام في خطبه، أو الإفادة من المعاني المبدئية العالية التي وردت فيها، أو
لاغتراف ما في تلك الخطب من قيم جمالية لا تضاهى، من ذلك قول محسن أبي الحب([519]): (من
البسيط)
تجمعتْ آلُ حربٍ كي تقاتلهُ
أو أن يطيعَ لحكم الفاجرِ الرذلِ
فقال والله لا أعطيكمُ بيدي
حتى أموت وثوبي بالفخار ملي
فقد ضمَّن قوله من الخطبة المشهورة
للإمام الحسين (عليه السلام)، وهو يتحدى أعداءه، ويرفض الانصياع لحكم يزيد قائلاً:
والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد([520])،
وهذا المعنى الثوري يمكن أن يكون درساً لكل عربي، ولكل إنسان يرفض الاستغلال،
وينشد الحرية.
وقد اتكأ عدد من الشعراء العراقيين في
هذه الحقبة على الموروث الشعري يستوحون منه الصور والتعابير التي تخدم نصوصهم في
رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)، ويمكن أن يفهم ذلك الأمر بأن