نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 206
لكربلا تربةٌ طابتْ وقد طهرتْ
فيها الشفاءُ منَ الأسقامِ والعللِ
فقد قدَّم الشاعر شبه الجملة (لكربلاء) لسمو وشرف موضعها، ولاسيما وهي تحتضن
بين جنباتها جسد أبي الأحرار، وكان ذلك التقديم منسجمًا مع ما قدَّمه الشاعر في
بداية الشطر الثاني، كأنَّما جعله علَّة لما قدمه أولاً، مما انعكس على سبك البيت،
وتلاحم أجزائه.
وقد تقدم الصفة على صاحبها، لتحقيق معنى الذم، كقول عبد الحسين الحويزي([481]): (من
الوافر)
عوتْ مثلَ الذئابِ عتاةُ حربٍ
وقد زأرت لبيت الوحي أُسْدُ
فقد قدَّم الشاعر الحال (مثل الذئاب) للإشارة إلى صفة الغدر في نفوس أعداء
الإمام، وقد أكَّد الشاعر هذا المعنى في المقابلات بين (عوت وزأرت)، و(الذئاب
والأسد)، و (عتاة وبيت الوحي) ولاسيما وأنَّ الشاعر غلَّب الطرف الثاني على الأول،
واستعمل الاستعارة مع أهل البيت، والتشبيه مع الأعداء، والاستعارة أرفع من التشبيه،
والتقديم والتأخير يستتبع الحالة النفسية للشاعر، حينما يكون بين حال الرغبة في
تقديم ما ينسجم مع ما يريده، ويريح ضميره، وحال النفور مما لا يرغب في تأكيده،
فيضع كل واحد في موضعه تبعاً لحاله، وحال المتلقي.