نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 204
ويقول السياب([474])
موجهاً خطابه إلى يزيد بن معاوية: (من الكامل):
ارمِ السماء بنظرة استهزاء
واجعل شرابك من دم الأشلاءِ
واسحق بظلك كل عرضٍ ناصع
وابح لنعلك أعظم الضعفاءِ
واملأ سراجك ان تقضى زيته
مما تدر نواضب الأنداءِ
واخلع عليه كما تشاء ذبالةً
هدب الرضيع وحلمة العذراءِ
واسدر بغيك يا يزيد فقد ثوى
عنك الحسين ممزق الأشلاءِ
قم واسمع اسمك وهو يغدو سبَّةً
وانظر لمجدك وهو محض هباءِ
أفادت صيغ الأمر – في الأبيات السابقة – معنى الإهانة، وهو أحد المعاني
التي يخرج إليها الأمر([475])،
والمعنى الظاهر من الأبيات هو العتاب واللوم والتوبيخ، وهذا يشبه قوله تعالى: ((كونوا
حِجَارَةً أو حَدِيْدَاً)) [ الإسراء: 50 ] .
ويأتي النداء بعد أسلوب الأمر، والغالب أنَّه استعمل في معاني التوجع والتحسر،
وأكثر أدواته استعمالاً في مراثي هذه الحقبة الهمزة، وغالباً ما تتكرر في أكثر من
بيت([476])
في المرثية الواحدة، في إشارة إلى إحساس الشاعر بقربه من المنادى، وإلى البحث عن الأمان
النفسي الذي ينشده الشاعر في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام).