إنَّ تكرار فعل الأمر (أعدها) على لسان الشاعر مخاطباً الإمام الحسين، دلَّ
على أنَّ الأمر هنا ليس حقيقياً، وذلك لتفاوت منزلتي المخاطِب والمخاطَب، مما جعل
النفس الصوفي يظهر في هذه الأبيات في ثنايا الجرأة في مخاطبة الإمام الحسين (عليه
السلام) التي تشبه ما اعتاد عليه المتصوفة في أثناء مناجاتهم لله، في ساعات الوجد
والاتصال بالخالق عز وجل([472]).
وقد يستعمل الأمر على حقيقته، ولاسيما في مواضع مخاطبة الصحب، وإبداء الرأي،
والنصيحة، والموعظة في مقدمات المراثي([473]).
وقد يكرر الشاعر أكثر من فعل أمر في مواضع المحاججة ومحاولة إفحام الخصم،