أما غموض الألفاظ ووضوحها، فنجد أن الشعراء العراقيين في الحقبة موضوع الدراسة من أعجبته الألفاظ القاموسية والصعبة – ولاسيما في مقدمات المراثي، يقول ميرعلي أبو طبيخ في مقدمة إحدى مراثيه الحسينية واصفا ناقته([430]): (من مجزوء الكامل)

فهذا الميل إلى الغريب لا يمكن أن يفسر إلا بثقافة الشاعر التقليدية ورغبته في إظهار مقدرته الأدبية، وتمكنه من اللغة، لكن هذه الظاهرة قد لا نجد لها اثراً واضحاً عند الشعراء الذين مالوا إلى التجديد، أو تأثروا به([432])، ولا عند الشعراء الخطباء([433])،

[429]عناصر الإبداع الفني في شعر أحمد مطر: 119.

[430]الأنواء: 178.

[431]الذميل والرسيم والأرقال ضروب من سير الإبل، والظليم: ذكر النعام، والرسن: الحبل، والمنسم: خف البعير، ينظر: الصحاح: 4 / 1392، 1569، 1401، 1604، 1711 و 5 / 1650.

[432]مثل محمد صالح بحر العلوم، ينظر: ديوان بحر العلوم: 2 / 84، وطالب الحيدري، ينظر: ديوانه: من وحي الحسين: 10، 16، 19، 22.

[433]مثل قاسم حسن محيي الدين، ينظر: ديوانه الشعر المقبول في مدائح ومراثي آل الرسول: 2 / 39 – 44.