وليس بدعاً أن يباشر الشاعر رثاءه من دون مقدمة، ف الآخذ في الرثاء يجب أن يكون مشغولاً عن التشبيب بما هو فيه من الحسرة، والاهتمام بالمصيبة([400])، وقد كان ذلك متبعاً منذ العصر الجاهلي([401])، لكن ألفة الذائقة العربية للقصيدة ذات المقدمة كان دافعاً للنقاد للاهتمام بالقصائد التي خلت من المقدمات، في محاولة لإيجاد تفسير لها([402]).

ويرى الباحث أنَّ مراثي الإمام الحسين (عليه السلام) التي خلت من المقدمات تمثل استجابة طبيعيَّة لدواعي التأثر بمأساة كربلاء، وتعبيراً مباشراً عن عاطفة الحزن على الإمام الحسين (عليه السلام)، وربما كان الشعراء يتحرَّجون من الابتداء بالغزل، أو ذكر النساء، أو وصف الظعائن والأطلال،

[397]ينظر: أزهار الريف: 56، 63، 65، 67، 70.

[398]ينظر: ديوان السيد مهدي الطالقاني: 77، 81، 92، 168.

[399]ينظر: ديوان الشيخ عبد الغني الخضري: 180، والأنواء: 176، ومعين الحاج معين: 163، وديوان الجزائري: 75، وديوان الربيعي: 1 / 114، 116، 140، وديوان الشيخ كاظم آل نوح: 1 / 3، 18، 3 / 790.

[400]العمدة: 2 / 152.

[401]ينظر: الأصمعيات: 36.

[402]ينظر: العمدة: 1 / 231، ومنهاج البلغاء: 351 ، ومقدمة القصيدة في الشعر الجاهلي: 108، والبناء الفني في شعر الهذليين: 58.