نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 178
وجلالها
تكاد أن تكون لغزاً من الجلال والعظمة عند الشاعر حتى التبس الأمر عليه، فوقف
حائراً أمام ذلك النور القدسي، راجياً الدخول إلى تلك الدوحة النورانيَّة.
وتبدو نشوة التصوف أكثر وضوحاً عند شعراء آخرين، وقد تصل إلى حالة السكر الصوفي،
كما نجده في مقدمة إحدى مراثي السيد مصطفى جمال الدين([393]): (من
الكامل)
لاقيت رزءك غير مكتئب
أشدو وأنت السرَّ في طربي
وذهبت من ذكراك منتشياً
في سكرة كادت تطوّح بي
مولاي: إنَّ الناس قد جهلوا
من قُدْس يومك غيْبه الذهبي
فالشاعر في هذه المقدمة أدار دفَّة الرثاء من الحزن والبكاء إلى حالة من
النشوة الروحيَّة الملائمة لجوهر القداسة الحسيني، وتكاد هذه الميزة تكون عامة في
المراثي الحسينيَّة التي ابتدأها الشعراء بالمناجاة، فغلبة الطابع التأملي الهادئ
يطغى على المرثيَّة كلها من المقدمة إلى الخاتمة، ويرى الباحث أنَّ تفسير ذلك يعود
إلى النظرة الفلسفيَّة عند هؤلاء الشعراء للقضيَّة الحسينيَّة، فلم يعد الإمام
الحسين (عليه السلام) عندهم موضع حزن وتفجع، بل رمز يختزل كل المعاني السامية الذي
قد يصعب الوصول إلى تحقيقها. ويقول محمد مهدي الجواهري في مقدمة عينيَّته