نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 177
في النصف الأول من القرن
العشرين، التي أثمرت عن أدب إنساني معبر عن مرحلته، ومنه الشعر الحسيني، فكانت تلك
المقدمات والمراثي الحسينيَّة عامَّة صدى لعواطف ملتهبة أخمد الزمان لهيبها
أن يظهر، وأطلق الأدب دخانها أن يثور، ففاح كما يفوح الندّ حين يحترق، وماء الورد
حين يتصعَّد([390]).
يقول السيد محمد جمال الهاشمي([391])
يناجي الإمام الحسين في مقدمة إحدى قصائده الحسينيَّة: (من الطويل)
أعنّي بوحي منك إن خانني الشعرُ
وهيهات أن يسمو إلى سرك الفكرُ
تحجبت حتى قيل إنك غامض
وأسفرت حتى انجاب عن لبَّه القشرُ
تطوف حواليك القرائح خشَّعاً
وتسعى لك الأقلام يكبو بها الذعرُ
أعنِّي عسى أن ألمس السرَّ فالحجى
تعصَّى عليه الرأي والتبس الأمرُ
يناجيك غيري بالدموع وإنني
أراك تناجيني متى ابتسم الثغرُ
عليك سلام الله أي روايةٍ
على مسرح التاريخ يعرضها الدهرُ
فإذا كان الشعر نوعاً من الإلهام يوحى إلى الشاعر بوساطة روح أو ملك، كما
ظنَّ القدماء([392])،
فإنَّ السيد الهاشمي يرجو من الحسين أن يكون ملهمه، فصورة الإمام الحسين (عليه
السلام) بين وضوح السيرة التاريخية وعظمتها، وهالة القداسة