نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 176
المخلِّص لينقذ الإنسانيَّة مما حاق
بها من حيف على يد الأشرار والظالمين، وقد تكلَّم الشاعر بلهجة المتلهف لذلك اليوم
(كم أكبد حنَّت عليك) في إشارة إلى المنطلق العقائدي في رثاء الإمام الحسين([387]) (عليه
السلام)، ولاسيما ان خروج المهدي يمثّل حداً للظلم الذي بدأ بتقتيل أهل البيت (عليهم
السلام) وتشريدهم.
وتأتي بعد مقدمة الدعوة إلى الأخذ بالثأر، مقدمة المناجاة، وهي تعبير عن
موقف التأمل الفلسفي للشعراء، وهم بحضرة الإمام الحسين (عليه السلام) يتأملون سر
خلوده على صفحات التاريخ، فهي مواقف إجلال وتعظيم وتقديس، ,انها أشبه بمواقف
الاستغراق والتوحد عند الشاعر الصوفي حينما تمتلئ نفسه بحب الله، فتغدو قريبة منه
كلَّ القرب([388]).
وتمثل مقدمة المناجاة وجهاً ناصعاً للتجديد في رثاء الإمام الحسين([389]) (عليه
السلام)، فهي وليدة مرحلتها، والمعبرة عن الفهم المعاصر لأبعاد معركة ألطف،
واستيعاب حركة التطور في الشعر العراقي
[387]ينظر:
منتقى الدرر في النبي وآله الغرر: 1 / 15، وديوان يعقوب الحاج جعفرالحلي: 38،
والقصائد البهية في النصائح المهدوية (مخطوط): 3، 5، وديوان الربيعي: 1 / 111،
121، وديوان الشيخ كاظم آل نوح: 2 / 399، والشعر المقبول في مدائح ومراثي آل
الرسول: 32.