نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 175
ليقتص من قتلة الحسين (عليه السلام)،
وليحقق دولة العدالة والسلام، في إشارة واضحة إلى إيمان الشاعر بالإمام المهدي
الذي سيظهر يوماً ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً([385]).
وفضلاً عن الأبعاد العقائديَّة، فإنَّ تلك المقدمات تتضمَّن أبعاداً
نفسيَّة مهمَّة بما تؤديه من وظيفة تطهيريَّة، فهي متنفَّس صالح للشعراء للتعبير
عن سخطهم على الواقع، وتطلعهم إلى عالم أكثر اطمئناناً.
يقول محمد علي اليعقوبي مستنهضاً الإمام المهدي (عليه السلام) في مقدمة
إحدى مراثيه([386]):
(من الكامل)
عصفت بطود الصبر وهو ركينُ
محن يضجّ إليك منها الدينُ
بل يستغيث من الخطوب وما له
غوث سواك من الورى ومعينُ
يا ابن الذين بذكرهم قد أعلنتْ
سور الكتاب وصرَّح التبيينُ
كم أكبد حنَّت إليك على النوى
منا وكم شخصت إليك عيونُ
...............
تغضي جفونك والحسين بكربلا
أوصاله لشبا السيوف جفونُ
فالمقدمة تمثل مطلباً لنهاية الصراع بين الخير والشر حينما يأذن الله بخروج
[385]قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله
وسلم): إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهل بيتي
سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود
فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون، فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون حتى
يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملأوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم
فليأتهم ولو حبواً على الثلج . سنن ابن ماجه: 698.