نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 165
يرقصها الجوى أنّى ترامت
تجيب البيد فيها الراقصات
تخب بها ركائبها خفافاً
فترجع وهي منك مُوَقَّرات
الدلالة العامة للمقدمة تشعر بالهيبة والوقار، لأنَّ الشاعر تحدَّث عن
ظاعنين استحقوا تلك المعاني، فهم (جبال حلم)، وهم من علاة مضر، فلم تكن تلك
الظعائن تحمل ما كانت تحمله ظعائن الشاعر الجاهلي.
وأخيراً تأتي مقدمة بكاء الشباب، فقد
ذكر المرزباني أنَّ أول من سنَّ ذلك في مقدمات القصائد عمرو بن قميئة([359])،
ثمَّ صار ذلك تقليداً سار عليه الشعراء، ولاسيما المعمرون منهم([360])،
بوصفه إحساساً طبيعياً عند الإنسان الذي تقدَّم به العمر، ولم يبق لديه سوى ذكريات
طالما كانت مثاراً للأسى والتحسر.
لكن تلك المقدمات تميَّزت بطابعها
الخاص في مراثي الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد تميَّزت بالرؤية الحكيمة التي
تنسجم ورثاء الإمام الحسين (عليه السلام)، فلم يعد الشاعر يبكي شبابه ويتحسَّر
عليه فحسب، وإنما مثل له انقضاء الشباب فرصة للتأمّل لخلو نفسه من نزوات الشباب
لتنشغل بما هو أسمى من ذلك، أي برثاء سيد شباب أهل الجنة، يقول محمد علي