نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 157
يتكرر، وهي نوع من حنينه إلى طفولة
الحياة، ببساطتها، وعفويتها، وبعدها عن التعقيد، ولاسيما أنَّ الطلل في المرثيَّة
الحسينيَّة لم يعد ذلك الرسم الداثر، والخرائب التي عفا عليها الزمن، فلم يبقَ
منها إلاّ الأثافي والنؤى، وكلها توحي بالموت والفناء، بل كان شيئاً آخر يفيض
بالحياة والنور، ينمو ويتوهج مع مرور الزمن، يقول عبد الحميد السماوي في مقدمة
إحدى مراثيه الحسينيَّة([341]):
(من الكامل)
لمن النواهد لا برحن نواهدا
يفنى الزمان ولا تزال رواكدا
طفقتْ تُصعّد في الفضاء كأنَّها
اتخذت بآفاق السماء قواعدا
نتئت على هام القرون فخلتها
في مبسم الدهر الجديد نواجدا
ومشت تحيي الفرقدين فأطْلعَتْ
بالرغم من وضح النهار فراقدا
نطحت بصخرتها الوجودَ وأصحرتْ
لتظلَّ من بعد الحدوث أوابدا
ركدت كرابعة الكرات على الثرى
فهوت لها الست الجهات سواجدا
هذه المعالم التي يخاطبها الشاعر،
والتي صارعت الوجود على البقاء، معالم حيَّة، تفيض بالنور، فالشاعر حين يخاطبها،
يخاطب عالماً مليئاً بالأرواح النورانيَّة التي من الممكن أن تستجيب له في أيَّة
لحظة، هذا التوظيف الجديد للطلل يفسر العلاقة التي تربط الشاعر بتلك المعالم،
مثلما يفسِّر العلاقة بين المقدمة والغرض،