نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 156
يا صاح دع عنك ما تهواه من أملِ
واقصد إلى ما يحب اللهُ من عملِ
هذا المحرَّم قد لاحت لوائحهُ
فلا يكن لك غير النوح من شغلِ
فالابتداء بمثل هذه المقدمات مما يناسب مجالس الوعظ والإرشاد الحسينيَّة،
فهي دروس ونصائح اكتسبت قوَّة تأثيرها من الصبغة العقائديَّة التي طالما حاول
الشعراء أن تكون مستمدَّة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وتأتي المقدمة الطلليَّة بعد مقدمة الحكمة، وهي من أكثر المقدمات شيوعاً في
الشعر العربي التقليدي، بوصفها تمثيلاً للواقع الموضوعي لحياة البداوة العربيَّة
القائمة على التنقل والترحال، حتى أصبحت تلك المقدمات تقليداً محبباً عند الشعراء
العرب، وإن كان الشاعر من سكان الحاضرة([339])،
لوجود رواسب البداوة، ولأنَّ الأطلال تمثل أهم مظاهرها([340]).
ويمكن أن تفسر المقدمة الطلليَّة في مراثي الإمام الحسين (عليه السلام)
بأنَّها مظهر من مظاهر الإشادة بالماضي، والتلذذ بذكره، بوصفه ردَّ فعلٍ لقسوة
الواقع الذي لم يلبِّ طموحات الشعراء، وبهذا فإنَّ المقدمة الطلليَّة تمثل استجابة
نفسيَّة لحاجة ملحَّة في الإنسان في الحنين إلى الماضي بوصفه الأنموذج المثالي
الذي لا
[339]ينظر: العمدة: 1 / 226، ورثاء الإمام
الحسين في العصر العباسي (رسالة ماجستير): 33، ومقدمة القصيدة العربية في الشعر
الجاهلي: 116.
[340]ينظر: وحدة القصيدة في الشعر العربي
حتى نهاية العصر العباسي: 197.
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 156