نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 155
عشْ في زمانك ما استطعت نبيلا
واستبق ذكرك للرواة جميلا
ولعزك استرخص حياتك أنَّه
أغلى وإلاّ غادرتك ذليلا
شأن التي أخلفْتَ فيك ظنونَها
فجفتك واتخذتْ سواك خليلا
تعطي الحياة قيادها لك كلما
صيَّرتها للمكرمات ذلولا
يتجسَّد المفهوم الأخلاقي في مقدمة الشاعر منذ البيت الأول، ليصب في معنى
تربوي خلاصته أنَّ العيش بنبل ما هو إلاّ مقدمة لذكرى جميلة لا تزول، وكأنَّ
الشاعر يستوحي معناه من خلود الذكرى الحسينيَّة الذي ما كان ليتحقق لولا تضحيته
وصبره، وهذا ما يؤكد الأبعاد التربويَّة لمراثي الإمام الحسين (عليه السلام) في
إبراز الأنموذج القدوة لكل من يطلب الحياة المثاليَّة التي لا تنتهي بالموت. ويقول
محمد مهدي الجواهري([337]):
(من الطويل)
هي النفس تأبى أن تُذلَّ وتقهرا
ترى الموت من صبرٍ على الضيم أيسرا
وتختار محموداً من الذكر خالداً
على العيش مذموم المغبَّة منكرا
إنَّ سيطرة الوقفة المبدئيَّة للإمام الحسين (عليه السلام) على مخيِّلة
الشعراء، قد تفسِّر مثل هذه الصيغ التقريريَّة التي بدأ الجواهري مرثيَّته بها،
بوصفها أسلوباً ناجحاً في الوعظ، يستند إلى دروس واقعة الطف، يقول محسن أبو الحب([338]):