فنزع أساس البيت وهم فيه، فلما نزع أساس البيت قالوا لهم: إن لم تخرجوا قوّضنا عليكم فخرجوا منه حتى أتوا دار علي عليه السلام التي في البقيع نهارا([250])، ولم ير أكثر باك وباكية من ذلك اليوم)([251]).

المسألة الثانية: العلة التي من أجلها قام الوليد بن عبد الملك ببناء الحائز المثلث حول قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وكي يتحقق للوليد بن عبد الملك ما ابتغاه من تضييع كل أثر لبيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحرمان الناس من الصلاة إلى الأسطوان الذي يسمى (أسطوانة مربعة القبر) الذي هو عند باب فاطمة عليها السلام، قام ببناء الحائز المثلث الذي أدخل فيه بيت فاطمة بحجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبذلك يكون قد حرم الناس من الصلاة إلى هذه الأسطوانة التي عند باب فاطمة، ومضيعا لكل أثر لبيت بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبحجة شرعية أيضا مدعيا: بهذا الصنيع أنه أراد منع الناس من اتخاذ قبر رسول الله قبلة للصلاة([252]).

[250]وفاء الوفاء للسمهودي: ج2، ص 263، ط مؤسسة الفرقان؛ المناسك للحربي: ص366؛ مثير العزم الساكن: ص248.

[251]تحقيق النصرة للمراغي: ص 49 ــ 50. طبقات ابن سعد: ج1، ص 499. وفاء الوفاء: ج2، ص201.

[252]تحقيق النصرة للمراغي: ص 51. وفاء الوفاء: ج 2، ص 320، ط الفرقان.