على
الله في كل أموره كالسيد علي بن طاووس(رض) ([138]).
فمحاولة التوكل على
الله تعالى في كل شيء من خلال العمل بالخيرة ليكشف الغيبَ ولا يبقى متحيراً ومتخوفا
منه لعدم معرفتِهِ وعجزِهِ عَن ذلك، لان المستقبلَ مِنَ الغَيِبِ الذي يَحتاجُ الإنْسَانُ
إلى معرفة شيء عنه وهو مِنْ المُتَعَسِرِ عليه قطعاً إلا بأذنِ اللهِ تعالى.
وقِدْ وَرَدَتْ أحاديثُ كثيرةٌ عَنْ رسولِ
اللهِ وأهلِ بيتِهِ (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) وعَنْ صَحْبِهِ المُنْتَجَبِينَ
أيضاً في أهمية الاستخارة والحث عليها، وقد عملوا
[138]- راجع كتاب فتح الأبواب للسيد علي بن طاووس (رض) وهو كتاب حول
الخيرة وكيفيتها. أقول: ولكن الركون في الخيرة في كل الأحوال صغيرها وكبيرها قد
يكون أمرا عسيرا جدا فإن بعض المسائل الواضحة والبديهية وما تسمى بالضروريات لا
تحتاج إلى الخيرة مثلا الصلاة في البيت او في المسجد او الزواج بهذه الفتاة او تلك
مع علمك القطعي بأخلاقهن وسمعتهن وسلوكهن الأسري وهكذا في البيع والشراء فاشك هل
اشتري اليوم الطعام للأسرة او لا اشتري هل أغيب عن الدوام اليوم او لا أغيب هل
أعاقب أو لا أعاقب مع المخالفة القطعية فأخذ خيرة لأجل ذلك كل ذلك غير صحيح وإنما
الخيرة في الأمور المشكلة المتحير فيها المشكوك فيها غير المعلوم خصوصياتها.