والفردِ فقد أوصى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم علياً عندما أرسله والياً على اليمن قال عليه السلام:
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن فقالَ لي: يا عليُّ مَا
حارَ مَنْ استخارَ، ولا ندمَ مَنْ استشارَ.([137])
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم القائد العام للدولة الإسلامية
يوصي وَالِيه على احدِ الأقاليم أنْ يتوكلَ على الله تعالى عند الحيرة والشك من خلال
المشاورة في الرأي مع قادة الجيش والمستشارين أو الاستخارة، وهذا تشريع ينبع من الاعتقاد
بوجود قوة خفية في هذا الكون تراقب وتَعْلمُ أفعالنا ونوايانا ولذا لابد من الاستعانة
به والعمل برأيه وهو الله سبحانه وتعالى.
فالإنسان في اتخاذ القرار إما أن يكون جازما أو متحيرا، بل حتى في موارد الجزم
كان بعض العلماء يستعين بالله تعالى كي يكون متوكلا