«أسكن طاهراً مطهراً».

فبلغ حمزة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي، فقال: يا محمد، أخرجتنا وتمسك غلماناً من بني عبد المطلب، فقال له:

«لو كان الأمر لي ما جعلت دونكم من أحد، والله ما أعطاه إياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله ورسوله»)([91]).

والملاحظ في الرواية أن سبب تردد الإمام علي عليه السلام هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أرسل إليهم معاذ بن جبل فبلغهم ولم يبلغ علياً فأصبح عليه السلام لا يدري أهو معني بذلك أم لا، فإن كان معنيّاً فلماذا لم يبلغه معاذ بن جبل، وإذا كان غير معني فكيف سيواجه الناس لو سألوه عن عدم سده بابه، ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسم الموضوع وأظهر العلة في بقائه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم له:

«أسكن طاهراً مطهراً».

أي انتفاء العلة المانعة من بقائه.

3 - عن عبد الله بن مسعود، قال: (انتهى إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة ونحن في المسجد جماعة بعدما صلينا الضحى، فقال:

«ما هذه الجماعة؟».

[91]مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه الإصفهاني: ص144.