(إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه - وآله - وسلم عن اللقطة، فقال رسول
الله صلى الله عليه - وآله - وسلم:
«عرفها سنة، ثم
اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه»)([28]).
قال العظيم آبادي:
(ثم استنفق بها أي: وإن لم يأت أحد
بعد التعريف حولاً، فاستنفقها من الاستنفاق وهو استفعال، وباب الاستفعال للطلب،
لكن الطلب على قسمين صريح وتقديري، وهنا لا يتأتى الصريح فيكون للطلب التقديري)([29]).
فهذه الأحاديث الشريفة تنص على ورود
صيغة الاستفعال فيها وهي كما أسلفنا تفيد الطلب، سواء الطلب الصريح أو الطلب
التقديري.
بقي أن نورد في هذا المبحث بعض
الشواهد من أقوال الفقهاء في أبواب الفقه كي يتضح للقارئ الكريم أن الأصل في صيغة
الاستقلاب هو طلب القلب وأصله الفعل الثلاثي قَلَبَ.