(ذهب معظم العلماء وإن من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورآه
ولو مرة في عمره أفضل ممن يأتي بعده، وإن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل)([101]).
إنّ هذا التقديس الالتصاقي برؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي
روّج له أصحاب الخطاب الديني لو بحثنا عنه في القرآن والسنة لم نجد له أثراً؛ وذلك
أن الأساس الذي يلزم المسلم بتقديس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجلاله
وإكرامه جاء في القرآن من خلال تقديس النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم للحكم
الإلهي فأمر الله ونهيه هما أقدس من الرسل والأنبياء عليهم السلام عند الله تعالى
وما تقديسهم إلا لأنهم المأمون على وحي الله وشرائعه ودينه؛ ولقد بيّن القرآن
الكريم في جملة من الآيات المباركة منزلة الحكم الشرعي عند الله تعالى، فقال
سبحانه: