حينما ينظر الباحث والقارئ إلى تعدد العلوم الإسلامية أو العلوم الشرعية
ويرى خوض العلماء فيها وتصنيفهم كتباً عنها، فإنه لا شك سينبهر بهذا النتاج الفكري
لاسيما تلك المصنفات التي اهتمت باللغة العربية والقرآن والحديث والرجال والسيرة؛
فضلاً عن خوض غمار الفلسفة والكلام والعقائد؛ وأما الفقه والأصول فلهما الحظ
الأوفر من تلك العلوم الإسلامية والشرعية.
والمهم في هذا التنوع العلمي والمعرفي: وضع قواعد وآليات مختصة بهذا العلم
أو ذاك، ومن ثم تجد العالم الفقيه له أدواته الخاصة التي يستند إليها في فهم النص
الديني وكذا المفسر أو الرجالي حتى تكاد تجزم بأن هذه العلوم منعت على العامة
لصعوبة غوص بحورها واستخراج مكنوناتها.
ولكن:
حينما تأتي إلى فهم كثير منهم لهذه النصوص التي كانت المادة الأساس في
بناء الخطاب الديني منذ القرن الأول للهجرة