تصدوا
للجلوس في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ــ على تقديمه كمشروع بديل عن
الإمامة ومنحه بعض صفات الإمامة والتي تم حصرها في الفتيا وإحداث البدع ضمن قاعدة
الاجتهاد فمن أخطأ فله أجر واحد كما مر بيانه سابقاً، فهذا المشروع هو الذي جر
الويلات على الأمة وهو الذي قادها إلى الهاوية.
ولذلك:
بينت عليها السلام أن الإمام يمثل المرحلة النهائية من الرحمة الإلهية
التي ابتدأها الله عز وجل في عباده حينما خاطب الملائكة إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً([217]) فالغاية في هذا الجعل
رحمة العباد والبلاد، والتي جمعت في المصطفى خاتم النبوة والرسالة صلى الله عليه
وآله وسلم، فقال سبحانه:
فكانت الإمامة هي المرحلة النهائية من هذه الرحمة
الإلهية التي ابتدأت بجعل الخليفة في الحوار الإلهي مع الملائكة، وخلق آدم ونزوله
على الأرض، ثم انتقال هذه الرحمة من نبي إلى نبي ومن رسول إلى رسول، حتى ختمت
بمنزلة الإمامة.