والرواية أخرجها هؤلاء
الحفاظ مسندة تارة، وبحذف السند فهي عند الهمذاني محذوفة السند وقد نسبها إلى
(جرير بن ميسير) وعند ابن طيفور بسندين، الأول على (حذام الأسدي، وقيل: حذيم)
والثاني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام؛ وأخرجها الشيخ المفيد عن (حذلم
بن ستير)([177])،
فقال:
(قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين عند منصرف
علي بن الحسين عليهما السلام بالنسوة من كربلاء، ومنهم الأجساد محيطون بهم، وقد
خرج الناس للنظر إليهم، فلما أقبل بهم على الجمال بغير وطاء جعل نساء أهل الكوفة
يبكين وينتدبن، فسمعت علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقول بصوت ضئيل وقد نهكته
العلة، وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه:
«ألا
إن هؤلاء النسوة يبكين، فمن قتلنا؟».
قال:
ورأيت زينب بنت علي عليهما السلام ولم أر خفرة قط أنطق منها كأنها تفرغ عن
لسان أمير المؤمنين عليه السلام؛ وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس
وسكنت الأصوات)([178]).
[177]وفي بعض النسخ (حذيم بن شريك) وعده
الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام علي بن الحسين عليهما السلام؛ وفي البحار في حادثة
نزول أهل البيت عليهم السلام قرب المدينة (بشير بن حذلم).