البنية الفكرية للمجتمع الإسلامي في الكوفة هي الصدمة
الثقافية، صدمة ثقافة القرآن والسنة بثقافة بني أمية، فماذا صنعت عليها السلام؟
هذا ما سنعرض له في الأداة الثانية.
إن أول عملٍ قامت به عقيلة الطالبيين السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب
عليهما السلام هو استرعاء الانتباه الجماهيري في المجتمع الكوفي حينما دخل الركب
المحمدي إلى أزقة الكوفة وقد سار بهم الجند نحو قصر الإمارة حيث جلس أمير السلطة
الأموية على الكوفة آنذاك عبيد الله بن زياد.
إلا أن ثمة سؤالاً يفرضه البحث: ما الذي دفع الناس إلى التجمع في أزقة
الكوفة؟ إنه سؤال فرضته الحالة الاجتماعية التي واكبت دخول الركب المحمدي والحسيني
إلى الكوفة، فهناك من توجه إلى النساء المقيدات بالحبال والمسيّرات على الجمال
بدون وقاءٍ أو ستر يسترهنّ من أشعة الشمس فقد بدينَ للناس وهن سافرات الوجوه وبدون
محامل في أبشع صورة من صور
[169]استرعى، يسترعي، استرع، استرعاء، فهو
مسترعٍ، والمفعول مسترعى، استرعاه سره استودعه، استرعي الانتباه ــ استرعى النظر:
استرعى الالتفات والاصغاء؛ استرعاه سمعه طلب منه أن يُصغي إليه؛ (معجم اللغة
العربية المعاصر).