لم يشهد المجتمع الإسلامي حدثاً أثرت نتائجه في الإسلام إلى يومنا هذا بل ــ
ولم تزل ــ حتى ظهور المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم مثل حدث مقتل
الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وعلى أرض كربلاء في العراق.
وإن المقدمات والأسباب التي كونت هذا الحدث هي الأخرى لم تكن صغيرة أو
عادية بل مما لا شك فيه أنها كانت بموازاة وقوع الحدث؛ وذلك أن التغيير في البنية
الفكرية من خلال مجموعة من الوسائل، كان أبرزها الخطاب الديني قد أسهمت بشكل فعال
في اندفاع المسلمين إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة في حق نبيهم محمد صلى الله
عليه وآله وسلم، فقد قتل ريحانته وسيد شباب أهل الجنة مع أهل بيته جميعاً بما فيهم
طفله الرضيع ذو الستة الأشهر، والتمثيل بالأجساد، وسحقها بحوافر الخيل، وتقطيع
الرؤوس وحملها مع النساء وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهنّ ينظرْنَ
إلى رؤوس أبنائهن وإخوانهن