وخامساً: كان ذلك تقنيناً لحياة المؤمنين وتثبيتاً لهم فيما سيمرون به من
شبهات ومحن عظيمة كقتل وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقتل الإمام الحسن
عليه السلام وما يجري على الإمام الحسين عليه السلام وعياله في كربلاء، فضلاً عن اتباع
كثير من المسلمين للباطل وتحزبهم لشيعة بني أمية وانحدارهم الفكري والمعرفي.
ولذا: كانت هذه الكتب التي أرسلها الإمام علي عليه السلام في بلاد
المسلمين وخص بها شيعته لغرض حفظهم من الفتن وتهيئة الأرضية لبناء المجتمع المسلم
من الانهيار، ولهذه الأمور وغيرها كان خطاب العقيلة زينب عليها السلام في مجتمع
الكوفة بأدواته الإصلاحية في بناء منظومة معرية تمكن الإنسان من التغيير والنهوض
نحو الحياة الكريمة، وهو ما سنتناوله في المبحث القادم.