أما بعد: فإنه كان من قتل عثمان ما قد علمت وقد خرجت مصلحة بين الناس فمر
من قبلك بالقرار في منازلهم والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر
المسلمين فإن قتلة عثمان فارقوا الجماعة وأحلوا بأنفسهم البوار)([127]).
والخطاب يحتوي على مجموعة من العناصر الدينية والنفسية
التي كانت عائشة تسعى من خلالها لاستحصال إعجاب الناس وتأثرهم بهذا الخطاب ومن ثم
تحقيق الهدف الحقيقي الذي كان المحرك لهذا الخطاب، وهذه العناصر كالآتي:
1 ــ أول ما تبتدئ به زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطابها الديني
هو عنصر الشأنية الباعثة على إكسابها الحصانة وتقديس ما تنطق به لما يتضمنه هذا
المنزل الذي لها من كونها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قداسة التصاقية
نابعة من المساس بشخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذا عرفت نفسها بالاسم والصفة فقالت: (من عائشة أم المؤمنين).
2 ــ تنتقل عائشة من تقديم صفتها (أم المؤمنين) إلى بيان