responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 80
ألا وأنّي أظنّ يومنا من هؤلاء غداً، وإنّي قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ليس عليكم منّي ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً، وتفرّقوا في سوادكم ومدائنكم، فإنّ القوم إنّما يطلبوني، ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري».

كان الحسين حريصاً على أصحابه بعد أن أجابوه، فإنّ القوم لا يطلبون غيره، فلو قتلوه انصرفوا عن غيره، فلعلّ مَنْ في أصحابه يكتمُ خوفه من الغد الدامي الذي تطير معه الرؤوس، وتزهق به الأرواح، ولعلّ حاجز الحياء يمنع أصحابه من الانصراف دون إذن سيّدهم.. والحسين أسمى من أن يضنّ على أصحابه معرفة مصيرهم الدامي الذي ينتظرهم لتزهق أرواحهم دون علم بما سيجري صبيحة غدهم.. والحسين أكرم من أن يخفي ما يعلمه هو من مصير هذه الحرب غير المتكافئة في العِدّة والعدد، وأن لا يترك للعابثين تساؤلهم:

لِمَ لم يخبر الحسين أصحابه بما ينتظرهم من القتل والتنكيل؟

ولم ينتظر الأصحاب بعد سماعهم مقالة سيّدهم إلاّ أن تتطاول أعناقهم لتدوّي أصواتهم أرجاء الكون، وتجلجل هتافاتهم زوايا التاريخ، فيسبقهم شيخ القرّاء، وسيّد فقهاء الكوفيّين مسلم بن عوسجة مخاطباً الحسين عليه السلام: (أنحن نُخلّي عنك ولما نعذر إلى الله تعالى في أداء حقّك،

نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست