نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 66
النصر وأسباب الخلود، هو أحبّ لابن عمر وغيره من أن يأتيه
أنباء الثورة وملاحم التضحية دون مواقف الخنوع، وأعذار العافية التي تدع لعبد الله
بن عمر وأمثاله أن يمتطيها لتوصله إلى أبواب السلطان ذليلاً مقهوراً يستجدي جاهه
ومقامه وشرفه.
روي أنّ عبد الله بن عمر بن الخطّاب
طلب من الحسين البقاء في المدينة، فأبى وقال:
«يا عبد الله، إنّ من هوان الدنيا على الله أنّ
رأس يحيى بن زكريّا يُهدى إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل، وأنّ رأسي يُهدى إلى
بغي من بغايا بني أميّة.
أما علمت أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين
طلوع الشمس سبعين نبيّاً، ثمّ يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً، فلم يعجّل الله
عليهم، بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيزٍ مقتدرٍ ذي انتقام»([5]).
ولا يحبّ ابن الزبير للحسين إقامته في مكّة، فإنّ ابن الزبير لا يكادُ
يرتفع على أرضٍ حطّ فيها رحال الحسين، فإنّ النّاس لا يعدلون بالحسين أحداً، فبقاء
الحسين إذن يُفسدُ على ابن الزبير أحلامه وأمانيه.
ولمّا سأله ابن الزبير عن سبب خروجه، قال عليه السلام:
«إنّ
أبي حدّثني أنّ بمكّة كبشاً به تستحلُّ حرمتها، فما أحبّ أن أكون ذلك الكبش، ولئن
أقتل خارجاً منها بشبر أحبُّ إليَّ من أن
[5] مقتل الحسين عليه السلام
للسيد عبد الرزّاق المقرّم: ص138.
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 66