نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 48
عاصمته على أساس تلك الثقافات المتعدّدة والحضارات المختلفة،
وليكون إليها قريباً يأخذ بحجزة آرائهم، ويروّض هذا الهياج السياسي، ومن ثَمّ
سيجعل من هؤلاء وغيرهم شيعة لهم وزن في المعادلات السياسية ودور في الأحداث
القادمة سلباً وإيجاباً.
كان النسيج الاجتماعي نسيجاً معقّداً من التيّارات السياسيّة التي لا يقرّ
لها قرار، وكان عليّ عليه السلام يتدافع مع أذواق هؤلاء الذين يستجيبون لرغباتهم،
ويخنعون لأهوائهم، فتراهم يتردّدون بين الفينة والأخرى بقراراتهم وانتسابهم.
ولم يكن لتشعّب الآراء أثره في الذوق الكوفي على القرارات الصادرة من
الخليفة بقدر ما تعدُّ في كثير من الأحيان معارضةً خطيرة تفتك بقرارات الخليفة.
ولم تمرّ على هذه القاعدة العسكريّة مدّة من الزمن حتّى صارت (كوفة الجند)
هي كوفة القرار السياسي، فهي العاصمة الجديدة المكتظّة بالاتّجاهات الجديدة، تنافس
اليوم العاصمة المدينة التي باتت تقليديّة حتّى في إبداعاتها، وهي اليوم لم تُعطِ
البريق السياسي الذي كان إبّان عهد النبوّة، والإبداع يتجدّد باكتظاظ الآراء
الجديدة والتوجّهات المختلفة كما في كوفة الجند اليوم، وعليٌّ أراد أن يقتحم وسط
الأحداث فينزل فيها خليفة ومروّضاً ومؤدّباً لإحداث كوفة الجند هذه.
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 48