نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 45
من
المدن التي مصّرها المسلمون إبّان عهد عمر، كالبصرة، أو التي افتتحها في عهده، كالمدائن،
أو التي أقضّ مضجعها الفتح فاُحيلت على أطلال الأكاسرة، كالحيرة، فإنّها مدن هي
إلى الاستقرار أقرب منها إلى الحركة والهياج السياسي، كما هي كوفة الجند.
بعد أن استقرّ الحال بقبائل الكوفة، واختطّوا خططها
بعد مسجدها العامر، توزّع في تلك الكوفة شتات الجيوش وبقايا عساكر فارس لينضمّوا
إلى المدينة الجديدة التي أخذت من دارة الخلافة أمراً مهمّاً حرصت معه على ترسيم
حدودها الولائيّة قبل خارطتها السكّانيّة، فإنّ للكوفة بعد ذلك شأناً من الشأن،
يتنافس ذوو السلطان على ولائها، أو قل على أن يأمنوا ما هم يحتملون من شرّ
تمرّداتها ما يحملهم على الكثير في دفع ثمن هذه الاتّجاهات العسكريّة (المسيّسة).
كان جند شاهنشاه (امبراطور فارس) يشكّلون قوّة عسكريّة ضاربة يستعين بهم
رُسْتُم (قائد جيوش الفرس) حتّى بلغ بهم عددهم إلى أربعة آلاف مقاتل، فلمّا انهزم
رُسْتُم انحازوا إلى المسلمين إلى أن ينزلوا حيث أحبّوا، ويفرض لهم العطاء، وكان
نقيبهم ديلم، فقيل لهم: (حمراء ديلم).
ولم يكد زياد أن يستأمن شرّهم وأن
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 45