responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 43
فلسعد بن أبي وقّاص أن يبني قصره الشامخ جوار المسجد الكوفي الجديد، وأن يعلو ببنيانه كلّ شيء دون غضاضة أو حزازة يجدها الخليفة لسعادة سعد، ولم يتخلّف سعد عن الاستغاثة بالمجوسي روزبه، وهو مهندسٌ كسرويٌّ حاذق فرّ من كسرى ولجأ إلى الروم، ثمّ أسلم كما يُقال.

ولم يكد يستقرّ سعدٌ في مقرّه الجديد حتّى أظهر أبّهة الملك وجبروت الأكاسرة حين كانت الحيرة عاصمتهم، وهي لا تبعد عن الكوفة إلاّ قليلاً، حتّى أنّه أمر بنقل أحجار قصور الأكاسرة في الحيرة لبناء قصره إيغالاً في تقليد ملكهم، ولعلّ سعداً قد تفاقمت كسر ويّته وهو يجوب بلاد فارس إبّان فتحه لها، فجاشت في نفسه عظمة جبابرتهم، ونزع إلى تقليدها ومحاكاتها، وفي هذه الأثناء من شهر شوّال يلتهم حريقٌ مفاجئٌ بيوت المسلمين الضعفاء فيفنيها عن آخرها، عند ذاك أمر الخليفة ببناء بيوت الآجر المتواضعة، وأن لا يزيد أحدهم على ثلاثة أبيات، ولا يتطاولوا في البنيان، وهذه رغبة الخليفة عمر خوف السرف والتبذير، دون سعد بن أبي وقّاص، فإنّ لسعدٍ عند الخليفة سعادة الاختيار.

ولم تكن مهمّة العمران عند الخليفة وصاحبه سعدٍ بقضيّةٍ ذات بال، كما كان لتمصير المدينة الجديدة من قبائل العرب ومواليها، فلها أهمّيتها السياسيّة والأمنيّة مستقبلاً.

نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست