ولعلّ ما صدر من هاني رضوان الله عليه من كلام عند محاججته لابن زياد
وقوله: (ما بعثت إلى مسلم، ولكن جاءني مستجيراً)، جعل بعضهم يتوقّف في حاله، ويعدّ
هذا الكلام تخاذلاً وتهاوناً في حقّ مسلم بن عقيل عليه السلام.
والحقّ ليس كذلك، فإنّ لهاني مواقف النصرة وحفظ الذمام في حقّ مسلم ابن
عقيل عليه السلام، وقوله: (ما بعثت إلى مسلم) لا يعني محاولة تبرير موقفه أمام ابن
زياد وتخلّيه عنه، بل قوله هذا على سبيل المحاججة لإبطال ما احتجّ به ابن زياد من
نصرته لمسلم، وقوله صحيح؛ إذ هو لم يبعث لمسلم بالمجيء وإنّما مجيء مسلم كان بأمر
الإمام الحسين عليه السلام، ومحاججته بالذمام والضيافة، فإنّ ذلك ما تقتضيه عادة
العرب وتعارفها على حُسن الضيافة، وإجارة المستجير مشيراً بذلك إلى ما تعارف عندهم
وإسماعاً لمن حضر من هؤلاء الخونة المتخاذلين في نصرة مسلم الذين انضمّوا لمناصرة
ابن زياد، ولا يعني ذلك إطلاقاً تلكّؤ هاني في موقفه ونصرته لمسلم عليه السلام.
على أنّ الزيارة الواردة في حقّه رضوان الله عليه تُنبئ عن ثبات موقفه
ومشروعيّة مواجهته للطاغية ابن زياد، فقد ورد في