إنّ موقفي زهير بن القين وكذلك الحرّ بن يزيد لجديران بالتأمّل والعظة في
كيفيّة تلقّي الإنسان رحمة ربّه ليهديه إلى حيث الخلود دون أن يتشبّث بآرائه دون
طائل، فإذا عُرض عليه الحقّ قبله دون تعصّبٍ وعناد.
روى الطبري عن رجل من بني فزارة، قال: كنّا مع زهير بن القين البجلي حين
أقبلنا من مكّة نساير الحسين، فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فإذا
سار الحسين تخلّف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين تقدّم زهير حتّى نزلنا يومئذٍ في
منزل لم نجد بُدّاً من أن ننازله فيه، فنزل الحسين عليه السلام في جانب ونزلنا في
جانب، فبينا نحن جلوس نتغدّى من طعام لنا؛ إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتّى
سلّم، ثمّ دخل فقال: يا زهير بن