responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 250

زهير بن القين البجلي

كان رجلاً شريفاً في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، شجاعاً له في المغازي مواقف مشهورة، ومواطن مشهودة، وكان أوّلاً عثمانيّاً، فحجّ سنة ستّين في أهله، ثمّ عاد من الحجّ فوافق الحسين عليه السلام في الطريق، فأرسل عليه السلام خلفه، فتماهل فلامته زوجته، دلهم بنت عمرو على ذلك فمضى إليه، فما لبث أن صار علويّاً، وجاء مستبشراً وقد أسفرَ وجهه، فأمر بفسطاطه وثقله فقوّض وحُمل إلى الحسين عليه السلام، فطلّق زوجته وأمرها باللحوق إلى أهلها([192])، ولازم الحسين عليه السلام وجعل يقاتل يوم الطفّ قتالاً شديداً لم يرَ مثله إلى أن نال الشهادة، وقد زاد على شرف الشهادة بشرف


[192] الظاهر من طلاق زوجته رضوان الله عليه ليس لغرضٍ دنيوي مادّي كأن ترثه ـ مثلاً ـ وقد عرف نهايته الشهادة، فهل كان طلاقه لزوجته تخلّصاً من ميراثها له وحرمانها إيّاه، أم لأمر آخر؟

أمّا ما يُشكل به البعض من أنّه طلّق زوجته لسببٍ مادّي، فهو عجيب؛ إذ كيف يعقل أنّ مَن كان همّه الآخرة ينظر إلى الدنيا ومتعلّقاتها من مالٍ وأولادٍ وأزواج؟ وكيف مَن بذل نفسه وهي أغلى من ماله أن ينظر إلى ماله وأين يضعه، ومَن سيخلفه من بعده؟!

على أنّ مَن سار في طريق الشهادة، ورضي ببذل مهجته، يتورّع أن يظلم أحداً من أهله، أو من غيرهم، وقد دأب أن يرفع الظلم ويقارع الظالمين، فحريّ به أن يكون غاية في العدل، وأهله أوْلى بذلك.

والظاهر أنّ طلاق زوجته يعني طلاق الدنيا، وتجرّده عن كلّ ملاذها لئلا يتعلّق قلبه بشيء منها، ولئلا يثنيه ذلك عن عزمه في الجهاد ولحوقه بمصافي الخالدين.

نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست