نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 155
جلس مجلسه وأذِن للنّاس،
فدخلوا عليه، وأقبل محمّد بن الأشعث فقال: مرحباً بمن لا يُستغشّ ولا يُتّهم، ثمّ
أقعده إلى جنبه، وأصبح ابن تلك العجوز وهو بلال بن أسيد الذي آوت أمّه ابن عقيل،
فغدا إلى عبد الرحمن بن محمدّ بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند أمّه.
قال: فأقبل عبد الرحمن حتّى أتى أباه وهو عند ابن زياد، فسارّه، فقال له
ابن زياد: ما قال لك؟ قال: أخبرني أنّ ابن عقيل في دارٍ من دورنا فنخسَ بالقضيب في
جنبه، ثمّ قال: قم فأتني به الساعة، قال ابن شهر آشوب في المناقب: فأنفذ عبيد الله
عمرو بن حريث المخزومي ومحمّد بن الأشعث في سبعين رجلاً حتّى أطافوا بالدار، فحمل
مسلم عليهم وهو يقول:
هُوَ الْمَوْتُ فَاصْنَعْ وَيْكَ مَا أنْتَ صانِعُ
فَأنْتَ بِكأسِ الْمَوْتِ لاَ شَكَّ جارعُ
فَصَبْراً لأمْرِ اللهِ جَلَّ جَلاَ لُهُ
فَحُكْمُ قَضاءِ اللهِ في الْخَلْقِ ذايعُ
فقتل منهم واحداً وأربعين رجلاً، فأنفذ ابن زياد اللائمة إلى ابن الأشعث،
فقال: أيّها الأمير، إنّك بعثتني إلى أسدٍ ضرغام، وسيفٍ حسام، في كفّ بطلٍ همام،
من آل خير الأنام([66])،
قال: ويحك ابن عقيل لك الأمان،
[66] لا يبعد أن يُثني محمّد
بن الأشعث هذا الثناء على مسلم بن عقيل، ويوصف مكانته ومنزله، وهو أمرٌ لا يختلف
عليه اثنان، ودافع ابن الأشعث في ذلك ليس لإثبات مكانة مسلم بن عقيل وشجاعته بقدر
ما هو تصوير لموقف ابن الأشعث في مواجهة مسلم بن عقيل، وكيف أنّ ابن الأشعث يجابه
صنديداً من صناديد العرب وليس رجلاً عاديّاً، ومن ثم فإنّ ثناء ابن الأشعث لمسلم
بن عقيل يرجع إلى المهمّة الخطيرة التي يوليها ابن زياد لابن الأشعث في تولّي أمر
مسلم بن عقيل، وهو مَن قد عرفت.
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 155