نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 152
كنده، فلمّا بلغ الأبواب
ومعه منهم عشرة، ثمّ خرج من الباب وإذا ليس معه إنسانٌ، والتفت فإذا هو لا يحسّ
أحداً يدلّه على الطريق ولا يدلّه على منزلٍ ولا يواسيه بنفسه إن عرض له عدوٌ،
فمضى على وجهه يتلدّد في أزقّة الكوفة لا يدري أين يذهب، حتّى خرج إلى دور بني
جَبَلة من كندة، فمشى حتّى انتهى إلى باب امرأة يقال لها طوعة، أمّ ولد كانت
للأشعث بن قيس، فأعتقها، فتزوجها أسيد الحضرمي، فولدت له بلالاً.
وكان بلالٌ قد خرج مع النّاس وأمّه قائمة تنتظره، فسلّم عليها ابن عقيل،
فردّت عليه، فقال لها: يا أمة الله، اسقيني ماء، فدخلت فسقته، فجلس، وأدخلت الإناء
ثمّ خرجت، فقالت: يا عبد الله، ألم تشرب؟ قال: بلى.
قالت: فاذهب إلى أهلك، فسكت، ثمّ عادت فقالت مثل ذلك، فسكت، ثمّ قالت له:
فيَّ الله، سبحان الله يا عبد الله، فمرّ إلى أهلك عافاك الله، فإنّه لا يصلح لك
الجلوس على بابي، ولا أحلّه لك.
فقام فقال: يا أمة الله، ما لي في هذا المصر منزلٌ ولا عشيرة، فهل لك على
أجرٍ معروفٍ، ولعلّي مكافئكِ به بعد اليوم؟
فقالت: يا عبد الله وما ذاك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل، كذّبني هؤلاء القوم
وغرّوني، قالت: أنت مسلم؟ قال: نعم، قالت: ادخل، فأدخلته بيتاً في دارها غير البيت
الذي
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 152