ما تنظرون بسلمى لا تحيوها
حيّوا سليمى وحيّوا من يحيها
هل شربة عذبةٍ أسقى على ظمأ
ولو تلفت وكانت منيتي فيها
وإن تخشيت من سلمى مراقبةً
فلست تأمن يوماً من دواهيها
ولم يزل يكرّره وعينه رامقة إلى الخزانة، ثمّ صاح بصوت رفيع يُسمع مسلماً:
(أسقونيها ولو كان فيها حتفي).
فالتفت عبيد الله إلى هاني وقال: (ابن عمّك يخلط في علّته)، فقال هاني: (إنّ شريكاً يهجر منذ وقع في علّته، وأنّه ليتكلم بما لا يعلم).
فقال شريك لمسلم ـ بعد خروج ابن زياد ـ : (ما منعك منه؟)، قال: (خلّتان:
الأولى: حديث علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنّ الإيمان قيد الفتك، ولا يفتك مؤمن».
والثانية: امرأة هاني، فإنّها تعلّقت بي وأقسمت عليّ بالله أن لا أفعل هذا في دارها، وبكت في وجهي).
فقال هاني: (يا ويلها، قتلتني وقتلت نفسها، والذي فرّت منه وقعت فيه)([12]).
[12] مقتل الحسين عليه السلام: ص151.