ويلاحظ أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم استعمل كل منقبة صغيرة أو كبيرة، بسيطة أو عظيمة، ليعلن من خلالها أمر السماء بخلافة وولاية علي بن أبي طالب بعد إتمام النبوة إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا([2]).

وضرب علي بن أبي طالب عليه السلام مثلاً لكل زمان في الوجود بالتواضع والخلق الرفيعة، فكلما ازداد تواضعاً ازداد رفعة وسمواً لله تعالى ولرسوله، وكان يتشرف بكل خدمات الرسول وأوامره ونواهيه، سميعاً مطيعاً، أوفى بكل الوفاء إلى أستاذه ومعلمه.

لا يخجل ولا يتوانى عن أمر الله، حيث يأخذ النعل المقطوع وينظفه من التراب والغبار ثم يضعه في حجره الشريف، ويبدأ بإصلاحه، فإننا لم نسمع أحداً فعل مثل هذا أو أقل بكثير من هذا إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فنلاحظ المقام السامي لكلمة (أمير المؤمنين) واتصافه بالتواضع لمقام الرسالة ليكون وصياً وحامل لقب (خاصف النعل).