نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 418
فَمُلَاقِيهِ}([698])، إذ تحدد الآية الله
سبحانه وتعالى هدفاً أعلى للإنسان، والإنسان هنا بمعنى الإنسانيّة كَكُل، فهي
بمجموعها تكدح نحو الله عزّ وجلّ، بمعنى السير المستمر بالمعاناة وبالجهد
وبالمجاهدة؛ لأنّ هذا السير ليس سيراً اعتيادياً، بل هو سير ارتقائي، هو تصاعد
وتكامل وسير تسلق.
فالآية لاتعني– في مخاطبتها للإنسان – تحريكه نحو الله تعالى بقدر ما
تعبّر عن واقع موضوعي ثابت هو: إنّ كُل تقدم في سير الإنسان إنَّما يشير نحو الله
حتى من تمسك بمثل منخفض وبآلهة مصطنعة، ويشمل هذا السير أيضاً حتى أولئك المسمون
بالمشركين، ولكنّه يتميّز فيما بينه بأنّ يكون سيراً مسؤولاً، أو كما هو بلغة
الفقه سير عبادة، أو يكون غير مسؤول، أي: مجرد تقدم منفصل عن الوعي، تقدم على أي
حال.
أثر
المثل الأعلى على المسيرة البشريّة
إنّ البشريّة إذا تبنت في مسيرتها المثل الأعلى الحقيقي، ووفقت بين وعيها
البشري والواقع الكوني الّذي يفترض المثل الأعلى حقيقة قائمة، فإنّه سوف يحدث
نوعان من التغيير هما:
التغيير الكمي: ويقصد به: «أنّ الطريق حينما يكون طريقاً إلى المثل الأعلى
الحق يكون طريقاً غير مُتَناه، أي: أنّ مجال التطور والإبداع والنمو قائم أبداً
ودائماً، ومفتوح للإنسان باستمرار
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 418